لا تُغَادِرنَا فَنَحْنُ لا نَنْسَى.!

أتَنْسَى؟

أتَنْسَى تِلْكَ الليْلةِ التِي عَرَفْتُكَ فِيها، لَيْلَة كَانَتْ قَمَرِيْة كَمَا كُنْتَ أنْتَ.!
حِينَ أخْبَرْتَنِي أنّ هَذَا اليَوْم سَيَبْقَى مُسًجلاُ تَارِيخهُ فِي صَفْحَةِ السَماءِ بِمِدادٍ مِنْ خُيُوطِ القَمَرِ المُنْسَدِلَه على نَافُورِة بيْتِكَ..

أتَنْسًى يَوْمَها ..
لَقْد كُنْا بالقربِ تَمَاماً، نَصُبُ النَورَ صَبّا..
أتَنْسًى وقَد لَمَسْتَ فِكرِى بِضُوئِك لَمْسَة نُورْ ..
أتَنْسًى إذْ نَزَلْتَ عَليّ بِآيَاتِ سِحِركَ فَخُيِلّ لِيّ أنّ العّالّم قّد تّحَوّلّ إلى صُورَةٍ جّمِيلَةٍ مّرئِيةٍ أَمْسَتْ لِي وَحْدِي..
فَمَلكَت العَالَم كُلَه فِي سَاعةٍ مِنْ حَيّثُ لَمْ أَمِلكُ إلا مَحَبَتِي لك..
وبَِادَلْتَنِي نَفْسَ الشُعُور..

أتَنْسًى يومَ أنْ ضَحِكْنَا مَعَاً وبَكَيْنَا مَعَاً..
واليَوْمَ مَا لِي أَرَاكَ تَرحَلُ دُونَ مَوعِد؟!
أنْتُم مِن حَوِلِنِا .. نَراكُم تَمْتَهِنُونَ الرَحِيلْ ..
الرَحِيلَ بِصَمِتٍ كَيْ لا تُزْعِجُونَنَا بِرَحِيِلكًم هَذَا .. فَآثرْتُم أنْ يَكَونَ صَامِتاً
ونَحْنُ .. !

نَمْتَهِنُ الحَسْرةَ والألَمَ والأسَى..
حَياتُنا أضْحَتْ قَاحِلِة حَتَى لَفظَتْنَا رَغْمَاً عَنَـا .. ؛
نَجدُ أَنْفُسَنا في وَسْطِ طريقٍ لا أَوْلَ لَهُ و لا آخِرْ..

أتُراكَ تُحِبُ أنْ تَرانَا ونَحْنُ هَكَذا؟!

لا يَا حَبِيْبْ..

أنتَ تَعلمُ أنّ لِشَدوِكَ يَتَسِع قلبُ الحُقُول..
وتَبْتَسِمُ السَمَاء..
تَخَشعُ الَسنِاِبل..
ويَسْتَرِخِي القَمَر..
تَفُوحُ رَائِحةُ النَسيمُ الرَقِيقُ..

لا تُغَادرُنا فنَحَنُ لا نَنْسَى.!
فَفِي بُعِدكَ لا أشعُرُ بِالزَمنِ يُغْنِى مِنَ السَاعِاتِ والأيَام..
بَل مِنى ومِن حَياتِي .. فَأنَا فِي بُعدِك أذُوب..
أذُوبُ فَناءً أي أذُوبُ شَوْقَاً..
وأفنَى صَبْرَاً وعُمْراً بيَن كُلِ سَاعةٍ وسَاعَة..